الخميس، 22 أغسطس 2019

ماذا_قدّم_المسلمون_للعالم.للمعلم مسلم عبدالله

#ماذا_قدّم_المسلمون_للعالم ؟!!

لقد بلغت الرفاهية العقلية والعلمية عند علماء المسلمين حداً يعجب منه من لا يعرفه، حتى ليظن أنه من نتاج الخيال ولا يصدق أنه أمر واقع ..

فقد بلغت الرفاهية بعلماء القرآن بعد أن حفظوا القرآن في صدورهم .. بسوره وآياته وكلماته .. ما تكرر فيها وتشابه سياقه، وما انفرد منها فلم يتكرر ...
وجمعوا ما يعرفهم لماذا نزلت كل آية، وفيمن نزلت، ومتى نزلت ، وفي أي حال كان النبي عندما نزلت الآية !
وجمعوا موضوعات القرآن، وأمثاله، وأحكامه، واجتهدوا في تفسيره بين معتمدٍ على النقل، ومعتمدٍ على اللغة، ومعتمدٍ على علم عصره، ومستأنسٍ بما يُروى عن بني إسرائيل.
واتجهوا لجمع آلاف الأسانيد عن الصحابة، وأتقنوا كيفية الأداء الصوتي للقرآن، وحفظوا رسم المصاحف العثمانية، وحددوا ما اتحد وما تنوّع في آداء القراء ورسم المصاحف،
وقسموا القراءات إلى صحيح مشهور (صح سندها للنبي، واشتهر نقلها عن القراء)، وصحيح غير مشهور (صح سندها للنبي، ولم يشتهر نقلها عن القراء)، وشاذ (صح سندها وخالفت الرسم)، وضعيف (وافقت الرسم وضعف سندها) وباطل (بطل سندها وإن وافقت الرسم)،
ثم قسّموا القراءات المشهورة إلى الأصول المُطردة عند كل قارئ، والفرش أي الألفاظ المتنوعة بين القراء،
وجمعوا قواعد القراءة الصوتية وظواهر الرسم المصحفي في قواعد دوّنوها في كتب،
ثم صاغوا قواعد الأداء الصوتي وظواهر الرسم المصحفي وما يخص علوم القرآن الفرعية في أشعار .. يتغنى بها الصغير والكبير !!

وقد بلغت الرفاهية بعلماء الحديث أن جمعوا الأحاديث، وعرفوا كيفية الاستفادة منها علمياً، أو تطبيقها عملياً،
وعرفوا رجال كل سند، ووضعوا قواعد نقدية علمية دقيقة حكموا بها على كل رجل في كل سند توثيقاً أو تجريحاً،
وحكموا بها على كل متن تعريفاً أو شذوذاً، ودونوا الأحاديث في كتب بحسب موضوع المتن، أو بحسب رواة السند، أو بحسب درجة الحكم على الحديث،
وشرحوا كل حديث صححوه وأزالوا عنه كل لبس، وبيّنوا علّة كل حديث ضعّفوه سواء كانت علّة ظاهرة أو خفية ،
ثم تركوا القواعد النقدية العلمية لمن بعدهم لينقد عملهم إذا بلغ علمهم !!

وبلغت الرفاهية بعلماء الفقه بعد أن أتموا تحديد الأحكام الشرعية لكل مناحي الحياة البشرية من عبادات لله، ومعاملات مع العباد أفراداً وجماعات ودول، وفي كل الحالات الدنيوية ..
ثم جمعوا مسائل الفقه في أبواب، ودوّنوها في كتب صغيرة ومتوسطة ومطولة، وصاغوها في أشعار .. يتغنى بها الصغير والكبير !! ثم اختصروا المطولات، وشرحوا المختصرات، وكتبوا حواشي على الشروح، وعلّقوا على الحواشي ...
حتى إذا بهم يفترضون مسائل فقهية صعبة التحقق في الواقع، ليبحثوا عن أحكام الشرع فيها إذا تحققت !
ثم يضعون علم أصول الفقه الذي يؤسس لآليات الفهم الصحيح بالجمع بين اللغة والمنطق، ثم جمعوا تلك الآليات في قواعد أصولية وفقهية،
ثم تركوا المسائل الفقهية والقواعد الفقهية والأصولية لمن بعدهم لينقد عملهم إذا بلغ علمهم !!

وبلغت الرفاهية بعلماء اللغة أنهم جمعوا ظواهر لهجات العرب وكلامهم من شعر ونثر وأمثال وحِكم، وحددوا معاني ألفاظه، وكانوا أول من ابتكر تدوين كتاب خاص يحتوي على جذور الكلمات في اللغة، ويفسر ويشرح معانيها ومعاني اشتقاقاتها، فيما اصطلح عليه بعد ذلك باسم (المُعجم) -بالإنجليزية (lexicon)، وبالفرنسية (lexique) -، وبذلك كان مُعجم (العين) للخليل بن أحمد الفراهيدي (100 هـ - 170 هـ) هو أول مُعجم لغوي في العالم ..
ووضعوا قواعد تركيبه النحوية والبلاغية، بعد أن ضبطوا ظواهر البلاغة وأسسها وآماراتها ونواقضها، كما وضعوا قواعد للكتابة الإملائية ..
ثم جمعوا كل تلك الظواهر والقواعد النحوية والبلاغية والإملائية، فدوّنوها في كتب صغيرة ومتوسطة ومطولة، وصاغوها في أشعار .. يتغنى بها الصغير والكبير !!
ثم تباروا في التوجيه اللغوي نحوياً وبلاغياً للقرآن الكريم بقراءاته المتواترة والصحيحة والشاذة ..
ثم اتجهوا لإعراب الدواوين الشعرية، والخطب النثرية، حتى إذا بهم يتجهون بعد ذلك لإعراب الكتب العلمية الأخرى ككتب الفقه وغيرها !!

هذا غيض من فيض، وقطر من غيث مما بلغه علماء الشريعة ممن استخدمهم الله ليحفظ بهم الدين، فلا يتغيّر ولا يحيد ولا يبيد ، وما أقاموه وقدّموه للعالم من علوم تأصيلية، ومناهج نقدية، فضلاً عن الرفاهية العقلية والعلمية.
ولعل لنا منشور آخر قريباً -إن شاء الله- عما قدّمه علماء العلوم الدنيوية من المسلمين لمسيرة الحضارة العلمية النظرية والتجريبية على حد سواء
وسنتكلم فيه عن أول ساعة دقاقة، وأول كاميرا، وأول خريطة للأمريكتين والقارة القطبية الجنوبية، وأول مُحرك بخاري، وأول إنسان آلي، وأول بذلة صاروخية .. وغير ذلك الكثير ..

فأين ضعاف البصر أصحاب الشبر .. بل أين العميان الجهلة .. من المتطاولين على جناب الإسلام من أهل التزوير المُدعين للتنوير، من علم هؤلاء الجبال في صورة رجال !
أثمّة مدخل ليُطعن في الإسلام، إلا جهلنا به !!

هؤلاء آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجالس
#الإسلام_هو_الحق

#مسلم_عبدالله
#إقتباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سفر الرؤيا مشكوك فيه

. سفر رؤيا يوحنا . هذا السفر بكامله كان دوما محل خلاف بين الاباء على قانونيته واعتباره سفرا من اسفار الكتاب المقدس هذا فضلا عن انه سفر محرف...