0ورقه بن نوفل هو من علم الرسول القرآن ) حسب زعم البهايم(
هل تعلم ان ورقه بن نوفل لم يكن نصرانيا
ورقة بن نوفل ، هو أحد الحنفاء فى الجاهلية اسمه : ورقة بن نوفل بن أسد بن
عبدالعزى بن قصى الذى يجتمع نسبه مع النبى صلى هللا عليه وسلم فى قصى بن
كالب الجد الرابع للنبى صلى هللا عليه وسلم .
يقول ابنُ َِّمن هللا فى حديقة البالغة فى رده على ابن غرسية : " وكانت فيهم ) أى
العرب ( الملّة الحنيفية اإلسالمية ، والشريعة اإلبراهيمية ، ومن أهلها كان قس بن ساعدة اإليادى ، وورقة بن نوفل ، وزيد بن عمرو من بنى عدى " ) نوادر المخطوطات . ) 327 /1
ومما يدل على اعتناق ورقة للتوحيد قوله لبعض أصحابه الذين رفضوا عبادة األصنام : " تعلمون ، وهللا ماقومكم على دين ، ولقد أخطأوا الحجة ، وتركوا دين إبراهيم ما حجر تطيفون به ؟ ال يسمع ، وال يبصر ، وال ينفع ، وال يضرُّ ، يا قوم التمسوا ألنفسكم الدين " ) البداية والنهاية 341 /2 وسيرة ابن هشام 242 /1
والمنمق ) 176-175
ومن هذا النص يتضح لنا أن ورقة كان على دين إبراهيم عليه السالم ، ويدعو أصحابه أن ُيثنوا أقوامهم عن عبادة األصنام .
وعُرف عن ورقة وبعض أصحابه أنهم يبحثون عن الحق دائماً ، ويشغلهم التفكر فى أمور الدين ، لذا فقد خرج ورقة ذات يوم هو وزيد بن عمرو بن نفيل ، ليسأال عن الدين ، ورد فى مسند الطياليسى :
"خرج ورقة بن نوفل ، وزيد بن عمرو بن نفيل يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل ، فقال لزيد بن عمرو بن نفيل : من أين أقبلت يا صاحب البعير ؟ قال من بيت إبراهيم .
قال : وما تلتمس ؟
قال : ألتمس الدين .
قال : ارجع ؛ فإنه يوشك أن يظهر الذى تطلب فى أرضك " ) مسند الطياليسى ) 32 .
ومن هذه الرواية نرى مدى حرص ورقة على التفكر فى الدين وبحثه عن الحق ، وقول الراهب له أن هناك نبى أوشك أن يأتى فى مكة يدل على مدى شوق ورقة لمعرفة النبى الجديد الذى قرأ عنه فى كتب النصارى واليهود .
لكن من أين ادعى النصارى أن ورقة بن نوفل كان قسيساً أو أنه تنصر
هم ال يملكون أى دليل على اإلطالق ، بل يستندون إلى روايات إسالمية ال تقول بهذا
، لكن هوايتهم المفضلة فى تحريف الكالم جعلتهم يحرفون الروايات الخاصة بشأن ورقة ويدعون أنه كان راهب كبير ومبشر خطير !
ً
روى البخارى فى صحيحه بخصوص ورقة بن نوفل : " كان امرأ تنصر فى الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبرانى ، فيكتب من اإلنجيل بالعبرانية ما شاء هللا أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمى " ) صحيح البخارى : . ) 3/1
وأخرجه البخارى فى كتاب األنبياء بلفظ : "وكان رجالً تنصر يقرأ اإلنجيل بالعربية " ) صحيح البخارى . ) 184 /4
وقال ابن اسحاق فى السيرة : فأما ورقة بن نوفل فاستحكم فى النصرانية ، واتبع الكتب من أهلها ، حتى علم علما من أهل الكتاب " ) سيرة ابن هشام . ) 243 / 1
وفى تاريخ الطبرى : " .. وكان ورقة قد تنصر ، وقرأ الكتب ، وسمع من أهل التوراة واإلنجيل ") تاريخ الطبرى . ) 302 /2
والسؤال : هل تدل هذه الروايات على أن ورقة كان راهباً ومهرطقاً وصاحب كنيسة .… إلخ سفاهات النصارى ؟؟
بالطبع ال ، يقول الدكتور " عويد المطرفى " فى كتابه " ورقة بن نوفل فى بطنان الجنة ") صادر عن رابطة العالم اإلسالمى ( :
فإن كان قد تنصر ، فمتى كان ذلك ؟ وكيف كان ؟ ومن دعاه إلى الدخول فى النصرانية ؟ وفى أى الديار تنصر ؟ وإن كان تعلم النصرانية ، فمتى كان ذلك ؟ وعند من درسها ؟ وفى أى البالد ؟ وفى أى المدارس ؟ وكم دام تحصيله لها ؟
ويعقب الدكتور المطرفى :
” ونحن إذا طلبنا إجابات عن هذه األسئلة المُلحّة التى طرحناها بشأن ما تنسبه الروايات الحديثية ، والتاريخية إلى ورقة بن نوفل من الدخول فى النصرانية ، واالستحكام فيها ، واتباع كتبها من أهلها فى الجاهلية ، لم نجد ألىٍّ من هذه األسئلة جواباً محدداً ، وال غير محدد ، يوضح متى تنصّر ورقة بن نوفل ، وال كيف تنصر ،
كما لم ُيذكر فى أى من هذه الروايات ، وال فى غيرها من األخبار الصحيحة اإلسناد
، وال غير الصحيحة َمْن دعاه إلى الدخول فى النصرانية ، بل لم أبداً أن أحداً من الناس دعاه إلى الدخول فى النصرانية وال َرغَّبُه فيها ، وحبَّبُه فيها ، وال كيف تعلمها
، وال ذكرت أسماء أشخاصٍ ، ال معروفين وال غير معروفين تلقّاها عنهم ، وال شيوخ ، ال من الرهبان ، وال ممن هم دونهم درسها عليهم ، أو سمع أخبارها منهم . كما لم ُيذكر فى هذه الروايات ، وال فى غيرها اسمٌ لبلدٍ تعلم فيه ورقة بن نوفل النصرانية ال مدرسة ، وال معهد ، وال كنيسة ، وال أى مؤسسة من مؤسسات النصارى التى كانوا ينشرون نصرانيتهم من خاللها ( ” ورقة بن نوفل فى بطنان الجنةص58و.)59
وقديتساءل القارئ باستغراب : فما معنى الروايات المذكورة فى البخارى وغيره أنة ورقة تنصر واستحكم فى النصرانية ؟؟
وقدا ما ُيجيب عنه الدكتور ” عويد المطرفى ” إذ يقول :-
” قول الرواية ” تنصر فى الجاهلية ” ال ينهض دليالً قاطعاً ، وال شبه قاطع على تديّنه بالنصرانية ، ال من قريب وال من بعيد ألمور منها :-
-1 أن اإلخبار عنه بالتنصر إخبار باعتناق دين النصرانية ، وهى انتماء دينى ، وأمر عقدى . وكالهما فعل قبلى ال يتأكد إال بأمور منها -:
أوال : التصريح الحقيقى فى حال اليسر ، والعسر ممن ُنسب إليه ذلك اإلنتماء ، واالعتقاد بأنه قد دان بذلك الدين ، أو المذهب الذى دان بدين من األديان التى كان الناس يدينون بها فى حياته ، وبعد مماته حتى وقتنا الحاضر . والمعلوم المعروف من ورقة بن نوفل أنه لم ُيصرح فى يوم من األيام أنه يدين بالنصرانية ، بل على العكس من ذلك كان يصرح بأنه على الحنيفية فإن ديدنه ، وهجيراه فى حياة صديقه ونديمه زيد بن عمرو بن نفيل ، وبعد مماته أن يقول : ” إلهى إله زيد ، ودينى دين زيد . ”
وهذا هو ما رواه اإلمام البزار بإسناده من طريق الشعبى عن جابر رضى هللا عنه فى حديث ذكر فيه قصة سؤالهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن
نفيل ، وورقة بن نوفل . وفيه أن زيد بن عمرو بن نفيل كان يستقبل القبلة ، ويقول :
” دينى دين إبراهيم ، وإلهى إله إبراهيم ” ، و ” ورقة بن نوفل
ويكمل الدكتور المطرفى :
” بل إن مما يدل على بعد ورقة بن نوفل عن النصرانية أنه حين ذكر لخديجة بنت خويلد – رضى هللا عنها – تصديقه لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، وفرحه بمبعثه ، واستبشاره به أيما استبشار فإنه لم يذكر عيسى بن مريم فى الروايات الصحيحة فى البخارى ومسلم – رحمهما هللا – الذى جاء بالنصرانية فلم يقل هذا هو الناموس الذى نزّل هللا على عيسى عليه السالم مثالً بل قال : ” هذا هو الناموس الذى نزّل هللا على موسى ( ” صحيح البخارى ) 4/1 و ) صحيح مسلم ) 142 /2 مما يدل على أن استحضار قلبه لذكر موسى أسرع من استحضاره لذكر عيسى عليهما الصالة والسالم … ولم ُيعلم لورقة بن نوفل كلمة واحدة فى الدفاع عن النصرانية ، وال عن رجالها ، وال
فى الدعوة إليها ، وال فى ترغيب أحد فيها ، وهذا يدل على أن ال عالقة بينه ، وبينها وال صلة له بها ، وال برجالها ، وال بالبلدان التى تنتشر فيها هذه الديانة الغريبة عنه وعن أسرته وعشيرته ، وبلده ، وقومه القرشيين .. وال رأوا له مكاناً يرتاده ُيشبه معابد النصارى ، ال فى بيته الذى كان يقع تحت أنظار عموم الناس من أهل مكة ، وغيرهم غربى الكعبة بينه وبينها تسعة أذرع ، تفئ الكعبة على دارهم بالضحى ، وتفئ دارهم على الكعبة بالعشى ، حتى إن الدوحة التى كانت فى دارهم ربما تعلّق بعض أفنانها بأثواب بعض الطائفيين بالكعبة لقرب دارهم منها ) أخبار مكة للفاكهى ) 307/3 ، وال رأوا له شيئاً من ذلك – أيضا- فى بلده مكة ، ال فى جبالها ، وال فى كهوفها مع سعتها ، وكبر مساحتها ، وتوفر كل ذلك فيها لو أراد عمل شئ منه ” أ.ه )ص)66
وعن رواية ” استحكم فى النصرانية ” يقول الدكتور المطرفى :
” إنها مردودة من وجهين :-
الوجه األول :- أنها لم تثبت بإسناد صحيح ، بل لم يذكر ابن اسحاق فى السيرة لها أصال .
الوجه الثانى:- من وجهى ردها على فرض أن ورقة بن نوفل استحكم فى النصرانية ، فليس معنى استحكامه فيها أنه قد دان بها ، بل معناه أنه علمها حق العلم بها ، وعرف حقائقها ، وأسرارها وتاريخها بأخذ ُكتبها من أهلها .
وإن لم يفعل ذلك لقيل – جدالً – إنه لم يطلع حق االطالع على النصرانية ، بل إنه
هو قد تحدثه نفسه بأن النصرانية المعاصرة له قد تكون على شئ من التوحيد الذى يبحث عنه هو ، وزمالؤه اآلخرون ، ولكنه لرجاحة عقله ، وقوة فهمه وحسن تبصّره فى أمره ، وتحققه فى بحثه عن الحنيفية ملة أبيه إبراهيم حصل على كتب أهل الكتاب من أهلها ، فرأى – بال ريب – أن النصرانية ليست على شئ من دين إبراهيم دين التوحيد الخالص هلل تعالى .. فهل يعقل أن ُيقال : إن ورقة بن نوفل بعد اطالعه على كتب النصرانية تلك وتحققه مما فيها من تناقضات ، وتحريفات ووثنية الثالوث قد رضيها دينا لنفسه ، وهو الذى رفض الوثنية من أصلها بما فيها من فكرة تعدد اآللهة؟!”أ.ه)ص70و.)71
ويعقب الدكتور المطرفى شارحاً موضوع ” استحكم فى النصرانية ”
” هناك الكثير من الرهبان ومن هم فى معناهم من أهل النصرانية اليوم يحفظون القرآن الكريم ، ال ليدينوا به ، وال ليتبعوا أحكامه ، وشرائعه ، وآدابه ، بل ألغراض أخرى انطوت عليها أنفسهم ، وقلوبهم الحاقدة على اإلسالم ، والمسلمين ، وعلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بوجه خاص .
فهل يقال إنهم باستحكامهم فى حفظ القرآن ومعرفة الشرائع ، وتاريخه قد دانوا
باإلسالم ؟! هذا مالم يقل به أحد ، ال منّا ، وال منهم . ” أ . ه ) ص . ) 73
ولعل فى قصة ورقة والرسول األعظم صلى هللا عليه وسلم ما يدلل على أن ورقة كان مسلما ، إذ قد سأل ورقة الرسول عن أمر الوحى ورقة : يابن أخى ماذا ترى ؟
فأخبره الرسول صلى هللا عليه وسلم خبر ما رأى .
فقال له ورقة : هذا الناموس الذى نزّل هللا على موسى ، ياليتنى فيها جذعاً ، ليتنى أكون حياً إذ يخرجك قومك .
فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : أو مخرجىّ هم ؟
قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إال عودى ، وإن يدركنى يومك أنصرك نصراً مؤزراً . ثم لم يلبث ورقة أن توفى وفتر الوحى ( ” صحيح البخارى )4-3/1
.
يعلق الدكتور المطرفى على هذا الحديث وداللته : -
” أوالً : أن ورقة بن نوفل قد عرف مما أخبره رسول هللا صلى هللا عليه وسلم به أنه صلى هللا عليه وسلم هو الرسول الذى أخبره علماء أهل الكتاب فى بحثه عن الملة الحنيفية هو ، وزيد بن عمرو بن نفيل أنه قد أظل زمانه ، وأن ما نزّل هللا عليه هو الناموس الذى نزّله هللا على موسى عليه السالم … ثانياً : ثم أيد ورقة بن نوفل تصديقه لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، وإيمانه به بما
هو شاهد على ما استقر فى قلبه ، واطمأنت إليه نفسه ، وذلك من وجهين
.
الوجه األول : أنه وجه الخطاب لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم بقوله له : ” ياليتنى فيها جذعاً
.. ”
الوجه الثانى : أن قوله له : ليتنى أكون حيا إذ يخرجك قومك – ” ومعناه أنه تمنى لنفسه طول العمر ، بعد تمنيه لها الشباب ، وقوته ، ال ليحقق لنفسه بذلك مصالح ذاتية ، وال ليتمتع بطول العمر ، وملذّات الحياة كما هى تمنيات الناس ، بل ليسخر حياته ، وشبابه وقوته لنصر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، ونشر الحق الذى جاء به من عند هللا ، وشد أزره ، وتأيد دينه ، وقمع أعدائه ، ومنعهم من الوصول إليه بأى أذى حتى يتفرغ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لنشر دعوته وتبليغ رسالته – دليل ظاهر على إيمانه برسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، واتباعه له ، وامتالء قلبه بحبه ، وعقله بالعمل على نصره ، ومنع األذى عنه بأظهر الوسائل ، وأقواها أثرا ” أ.ه ) ص 104 و 105و ) 106
إنتهى كالم الدكتور ” عويد المطرفى ” الذى نسأل هللا أن ُيجازيه عن اإلسالم خير الجزاء .
لقد اعتنق ورقة اإلسالم وتوفى بعد بعثة الرسول صلى هللا عليه وسلم بعام ، وله الكثير من األشعار يمتدح فيه المصطفى صلى هللا عليه وسلم وأصحابه .
يقول أبو زرعة العراقى ” قال والدى رحمه هللا فى نكت بن الصالح : ينبغى أن يقال
: إن أول من آمن من الرجال ورقة بن نوفل ( ” طرح التثريب . ) 197 /4 وقال السهيلى فى الروض األنف : ” ورقة قد ثبت إيمانه
وقال السهيلى فى الروض األنف : ” ورقة قد ثبت إيمانه بمحمد عليه السالم ( ” الروض األنف . ) 173/1
ويقول ابن القيم الجوزية فى زاد المعاد : ” واسلم القس ورقة بن نوفل ، وتمنى أن يكون جذعاً إذ يخرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قومه وفى جامع الترمذى أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رآه فى هيئة حسنة . وفى حديث آخر أنه رآه فى ثياب بيض ( ” زاد المعاد . ) 21/3
ويقول لقد ذكر ابن القيم أن ورقة ” قس ”
فإننا نقول أن قس ال تعنى نصرانى ، وإنما تعنى : تتبع الشئ وتطلّبه ) معجم
مقاييس اللغة – 9/5 لسان العرب 174 /6 والقاموس المحيط . ) 729
والقُسس : هم العقالء ، والساقة الحذاق ) نفس المصادر السابقة ( .
عن أبى ميسرة عمرو بن شرحبيل قال ورقة بن نوفل لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم : أبشر ثم أبشر ، ثم أبشر ، فإنى أشهد أنك الرسول الذى بشر به عيسى برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ، فأنا أشهد أنك أنت أحمد ، وأنا أشهد أنك محمد ، وأنا أشهد أنك رسول هللا ، وليوشك أن تؤمر بالقتال وأنا حى ألقاتلن معك . فمات ورقة . فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : رأيت القس فى الجنة عليه ثياب خضر ( ” مصنف ابن أبى شيبة – 293 / 14 سيرة ابن اسحاق – 113 دالئل النبوة للبيهقى 158 /2 البداية والنهاية – 10-9 /3 نسب األشراف . ) 106 ومرة أخرى كلمة قس ال تعنى أنه نصرانى .
وورد عن النبى صلى هللا عليه وسلم أنه لما سُئل عن ورقة قال : ” أبصرته فى بطنان الجنة عليه سندس ( ” مسند أبى يعلى 299 /2 تحقيق وتعليق إرشاد الحق الثرى . ”
ومما سبق يتضح أن ورقة بن نوفل – رضى هللا عنه وأرضاه – كان أول من آمن بالرسول صلى هللا عليه وسلم من الرجال ، وأنه كان من صحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، وأنه لم يدن بالنصرانية على اإلطالق ، بل كان على النقيض تماماً ، وأن ما يشيعه النصارى من أكاذيب مختلق وال أساس له من الصحة فى أى حال من األحوال ، لكن ماذا نفعل من من حرفوا وحى هللا ؟؟ أنستكثر عليهم تحريف كتب ال يؤمنون بها !؟
وليت شعرى إن كان ورقة – كما يزعمون – قد صنع نبى ، فلماذا لم يصنع من نفسه نبياً ؟؟
هل من الممكن أن ُيضحى إنسان بنفسه إلى هذا الحد فال يجعل من نفسه نبى ويصنع بدال منه نبى آخر ؟؟
وإذا كان ورقة هو الذى يوحى للرسول بالوحى ، فلماذا استمر الوحى بعد وفاة ورقة سنوات عديدة ؟؟
شئ من العقل يا ببغاوات النصارى .
هل تعلم ان ورقه بن نوفل لم يكن نصرانيا
ورقة بن نوفل ، هو أحد الحنفاء فى الجاهلية اسمه : ورقة بن نوفل بن أسد بن
عبدالعزى بن قصى الذى يجتمع نسبه مع النبى صلى هللا عليه وسلم فى قصى بن
كالب الجد الرابع للنبى صلى هللا عليه وسلم .
يقول ابنُ َِّمن هللا فى حديقة البالغة فى رده على ابن غرسية : " وكانت فيهم ) أى
العرب ( الملّة الحنيفية اإلسالمية ، والشريعة اإلبراهيمية ، ومن أهلها كان قس بن ساعدة اإليادى ، وورقة بن نوفل ، وزيد بن عمرو من بنى عدى " ) نوادر المخطوطات . ) 327 /1
ومما يدل على اعتناق ورقة للتوحيد قوله لبعض أصحابه الذين رفضوا عبادة األصنام : " تعلمون ، وهللا ماقومكم على دين ، ولقد أخطأوا الحجة ، وتركوا دين إبراهيم ما حجر تطيفون به ؟ ال يسمع ، وال يبصر ، وال ينفع ، وال يضرُّ ، يا قوم التمسوا ألنفسكم الدين " ) البداية والنهاية 341 /2 وسيرة ابن هشام 242 /1
والمنمق ) 176-175
ومن هذا النص يتضح لنا أن ورقة كان على دين إبراهيم عليه السالم ، ويدعو أصحابه أن ُيثنوا أقوامهم عن عبادة األصنام .
وعُرف عن ورقة وبعض أصحابه أنهم يبحثون عن الحق دائماً ، ويشغلهم التفكر فى أمور الدين ، لذا فقد خرج ورقة ذات يوم هو وزيد بن عمرو بن نفيل ، ليسأال عن الدين ، ورد فى مسند الطياليسى :
"خرج ورقة بن نوفل ، وزيد بن عمرو بن نفيل يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل ، فقال لزيد بن عمرو بن نفيل : من أين أقبلت يا صاحب البعير ؟ قال من بيت إبراهيم .
قال : وما تلتمس ؟
قال : ألتمس الدين .
قال : ارجع ؛ فإنه يوشك أن يظهر الذى تطلب فى أرضك " ) مسند الطياليسى ) 32 .
ومن هذه الرواية نرى مدى حرص ورقة على التفكر فى الدين وبحثه عن الحق ، وقول الراهب له أن هناك نبى أوشك أن يأتى فى مكة يدل على مدى شوق ورقة لمعرفة النبى الجديد الذى قرأ عنه فى كتب النصارى واليهود .
لكن من أين ادعى النصارى أن ورقة بن نوفل كان قسيساً أو أنه تنصر
هم ال يملكون أى دليل على اإلطالق ، بل يستندون إلى روايات إسالمية ال تقول بهذا
، لكن هوايتهم المفضلة فى تحريف الكالم جعلتهم يحرفون الروايات الخاصة بشأن ورقة ويدعون أنه كان راهب كبير ومبشر خطير !
ً
روى البخارى فى صحيحه بخصوص ورقة بن نوفل : " كان امرأ تنصر فى الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبرانى ، فيكتب من اإلنجيل بالعبرانية ما شاء هللا أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمى " ) صحيح البخارى : . ) 3/1
وأخرجه البخارى فى كتاب األنبياء بلفظ : "وكان رجالً تنصر يقرأ اإلنجيل بالعربية " ) صحيح البخارى . ) 184 /4
وقال ابن اسحاق فى السيرة : فأما ورقة بن نوفل فاستحكم فى النصرانية ، واتبع الكتب من أهلها ، حتى علم علما من أهل الكتاب " ) سيرة ابن هشام . ) 243 / 1
وفى تاريخ الطبرى : " .. وكان ورقة قد تنصر ، وقرأ الكتب ، وسمع من أهل التوراة واإلنجيل ") تاريخ الطبرى . ) 302 /2
والسؤال : هل تدل هذه الروايات على أن ورقة كان راهباً ومهرطقاً وصاحب كنيسة .… إلخ سفاهات النصارى ؟؟
بالطبع ال ، يقول الدكتور " عويد المطرفى " فى كتابه " ورقة بن نوفل فى بطنان الجنة ") صادر عن رابطة العالم اإلسالمى ( :
فإن كان قد تنصر ، فمتى كان ذلك ؟ وكيف كان ؟ ومن دعاه إلى الدخول فى النصرانية ؟ وفى أى الديار تنصر ؟ وإن كان تعلم النصرانية ، فمتى كان ذلك ؟ وعند من درسها ؟ وفى أى البالد ؟ وفى أى المدارس ؟ وكم دام تحصيله لها ؟
ويعقب الدكتور المطرفى :
” ونحن إذا طلبنا إجابات عن هذه األسئلة المُلحّة التى طرحناها بشأن ما تنسبه الروايات الحديثية ، والتاريخية إلى ورقة بن نوفل من الدخول فى النصرانية ، واالستحكام فيها ، واتباع كتبها من أهلها فى الجاهلية ، لم نجد ألىٍّ من هذه األسئلة جواباً محدداً ، وال غير محدد ، يوضح متى تنصّر ورقة بن نوفل ، وال كيف تنصر ،
كما لم ُيذكر فى أى من هذه الروايات ، وال فى غيرها من األخبار الصحيحة اإلسناد
، وال غير الصحيحة َمْن دعاه إلى الدخول فى النصرانية ، بل لم أبداً أن أحداً من الناس دعاه إلى الدخول فى النصرانية وال َرغَّبُه فيها ، وحبَّبُه فيها ، وال كيف تعلمها
، وال ذكرت أسماء أشخاصٍ ، ال معروفين وال غير معروفين تلقّاها عنهم ، وال شيوخ ، ال من الرهبان ، وال ممن هم دونهم درسها عليهم ، أو سمع أخبارها منهم . كما لم ُيذكر فى هذه الروايات ، وال فى غيرها اسمٌ لبلدٍ تعلم فيه ورقة بن نوفل النصرانية ال مدرسة ، وال معهد ، وال كنيسة ، وال أى مؤسسة من مؤسسات النصارى التى كانوا ينشرون نصرانيتهم من خاللها ( ” ورقة بن نوفل فى بطنان الجنةص58و.)59
وقديتساءل القارئ باستغراب : فما معنى الروايات المذكورة فى البخارى وغيره أنة ورقة تنصر واستحكم فى النصرانية ؟؟
وقدا ما ُيجيب عنه الدكتور ” عويد المطرفى ” إذ يقول :-
” قول الرواية ” تنصر فى الجاهلية ” ال ينهض دليالً قاطعاً ، وال شبه قاطع على تديّنه بالنصرانية ، ال من قريب وال من بعيد ألمور منها :-
-1 أن اإلخبار عنه بالتنصر إخبار باعتناق دين النصرانية ، وهى انتماء دينى ، وأمر عقدى . وكالهما فعل قبلى ال يتأكد إال بأمور منها -:
أوال : التصريح الحقيقى فى حال اليسر ، والعسر ممن ُنسب إليه ذلك اإلنتماء ، واالعتقاد بأنه قد دان بذلك الدين ، أو المذهب الذى دان بدين من األديان التى كان الناس يدينون بها فى حياته ، وبعد مماته حتى وقتنا الحاضر . والمعلوم المعروف من ورقة بن نوفل أنه لم ُيصرح فى يوم من األيام أنه يدين بالنصرانية ، بل على العكس من ذلك كان يصرح بأنه على الحنيفية فإن ديدنه ، وهجيراه فى حياة صديقه ونديمه زيد بن عمرو بن نفيل ، وبعد مماته أن يقول : ” إلهى إله زيد ، ودينى دين زيد . ”
وهذا هو ما رواه اإلمام البزار بإسناده من طريق الشعبى عن جابر رضى هللا عنه فى حديث ذكر فيه قصة سؤالهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن
نفيل ، وورقة بن نوفل . وفيه أن زيد بن عمرو بن نفيل كان يستقبل القبلة ، ويقول :
” دينى دين إبراهيم ، وإلهى إله إبراهيم ” ، و ” ورقة بن نوفل
ويكمل الدكتور المطرفى :
” بل إن مما يدل على بعد ورقة بن نوفل عن النصرانية أنه حين ذكر لخديجة بنت خويلد – رضى هللا عنها – تصديقه لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، وفرحه بمبعثه ، واستبشاره به أيما استبشار فإنه لم يذكر عيسى بن مريم فى الروايات الصحيحة فى البخارى ومسلم – رحمهما هللا – الذى جاء بالنصرانية فلم يقل هذا هو الناموس الذى نزّل هللا على عيسى عليه السالم مثالً بل قال : ” هذا هو الناموس الذى نزّل هللا على موسى ( ” صحيح البخارى ) 4/1 و ) صحيح مسلم ) 142 /2 مما يدل على أن استحضار قلبه لذكر موسى أسرع من استحضاره لذكر عيسى عليهما الصالة والسالم … ولم ُيعلم لورقة بن نوفل كلمة واحدة فى الدفاع عن النصرانية ، وال عن رجالها ، وال
فى الدعوة إليها ، وال فى ترغيب أحد فيها ، وهذا يدل على أن ال عالقة بينه ، وبينها وال صلة له بها ، وال برجالها ، وال بالبلدان التى تنتشر فيها هذه الديانة الغريبة عنه وعن أسرته وعشيرته ، وبلده ، وقومه القرشيين .. وال رأوا له مكاناً يرتاده ُيشبه معابد النصارى ، ال فى بيته الذى كان يقع تحت أنظار عموم الناس من أهل مكة ، وغيرهم غربى الكعبة بينه وبينها تسعة أذرع ، تفئ الكعبة على دارهم بالضحى ، وتفئ دارهم على الكعبة بالعشى ، حتى إن الدوحة التى كانت فى دارهم ربما تعلّق بعض أفنانها بأثواب بعض الطائفيين بالكعبة لقرب دارهم منها ) أخبار مكة للفاكهى ) 307/3 ، وال رأوا له شيئاً من ذلك – أيضا- فى بلده مكة ، ال فى جبالها ، وال فى كهوفها مع سعتها ، وكبر مساحتها ، وتوفر كل ذلك فيها لو أراد عمل شئ منه ” أ.ه )ص)66
وعن رواية ” استحكم فى النصرانية ” يقول الدكتور المطرفى :
” إنها مردودة من وجهين :-
الوجه األول :- أنها لم تثبت بإسناد صحيح ، بل لم يذكر ابن اسحاق فى السيرة لها أصال .
الوجه الثانى:- من وجهى ردها على فرض أن ورقة بن نوفل استحكم فى النصرانية ، فليس معنى استحكامه فيها أنه قد دان بها ، بل معناه أنه علمها حق العلم بها ، وعرف حقائقها ، وأسرارها وتاريخها بأخذ ُكتبها من أهلها .
وإن لم يفعل ذلك لقيل – جدالً – إنه لم يطلع حق االطالع على النصرانية ، بل إنه
هو قد تحدثه نفسه بأن النصرانية المعاصرة له قد تكون على شئ من التوحيد الذى يبحث عنه هو ، وزمالؤه اآلخرون ، ولكنه لرجاحة عقله ، وقوة فهمه وحسن تبصّره فى أمره ، وتحققه فى بحثه عن الحنيفية ملة أبيه إبراهيم حصل على كتب أهل الكتاب من أهلها ، فرأى – بال ريب – أن النصرانية ليست على شئ من دين إبراهيم دين التوحيد الخالص هلل تعالى .. فهل يعقل أن ُيقال : إن ورقة بن نوفل بعد اطالعه على كتب النصرانية تلك وتحققه مما فيها من تناقضات ، وتحريفات ووثنية الثالوث قد رضيها دينا لنفسه ، وهو الذى رفض الوثنية من أصلها بما فيها من فكرة تعدد اآللهة؟!”أ.ه)ص70و.)71
ويعقب الدكتور المطرفى شارحاً موضوع ” استحكم فى النصرانية ”
” هناك الكثير من الرهبان ومن هم فى معناهم من أهل النصرانية اليوم يحفظون القرآن الكريم ، ال ليدينوا به ، وال ليتبعوا أحكامه ، وشرائعه ، وآدابه ، بل ألغراض أخرى انطوت عليها أنفسهم ، وقلوبهم الحاقدة على اإلسالم ، والمسلمين ، وعلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بوجه خاص .
فهل يقال إنهم باستحكامهم فى حفظ القرآن ومعرفة الشرائع ، وتاريخه قد دانوا
باإلسالم ؟! هذا مالم يقل به أحد ، ال منّا ، وال منهم . ” أ . ه ) ص . ) 73
ولعل فى قصة ورقة والرسول األعظم صلى هللا عليه وسلم ما يدلل على أن ورقة كان مسلما ، إذ قد سأل ورقة الرسول عن أمر الوحى ورقة : يابن أخى ماذا ترى ؟
فأخبره الرسول صلى هللا عليه وسلم خبر ما رأى .
فقال له ورقة : هذا الناموس الذى نزّل هللا على موسى ، ياليتنى فيها جذعاً ، ليتنى أكون حياً إذ يخرجك قومك .
فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : أو مخرجىّ هم ؟
قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إال عودى ، وإن يدركنى يومك أنصرك نصراً مؤزراً . ثم لم يلبث ورقة أن توفى وفتر الوحى ( ” صحيح البخارى )4-3/1
.
يعلق الدكتور المطرفى على هذا الحديث وداللته : -
” أوالً : أن ورقة بن نوفل قد عرف مما أخبره رسول هللا صلى هللا عليه وسلم به أنه صلى هللا عليه وسلم هو الرسول الذى أخبره علماء أهل الكتاب فى بحثه عن الملة الحنيفية هو ، وزيد بن عمرو بن نفيل أنه قد أظل زمانه ، وأن ما نزّل هللا عليه هو الناموس الذى نزّله هللا على موسى عليه السالم … ثانياً : ثم أيد ورقة بن نوفل تصديقه لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، وإيمانه به بما
هو شاهد على ما استقر فى قلبه ، واطمأنت إليه نفسه ، وذلك من وجهين
.
الوجه األول : أنه وجه الخطاب لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم بقوله له : ” ياليتنى فيها جذعاً
.. ”
الوجه الثانى : أن قوله له : ليتنى أكون حيا إذ يخرجك قومك – ” ومعناه أنه تمنى لنفسه طول العمر ، بعد تمنيه لها الشباب ، وقوته ، ال ليحقق لنفسه بذلك مصالح ذاتية ، وال ليتمتع بطول العمر ، وملذّات الحياة كما هى تمنيات الناس ، بل ليسخر حياته ، وشبابه وقوته لنصر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، ونشر الحق الذى جاء به من عند هللا ، وشد أزره ، وتأيد دينه ، وقمع أعدائه ، ومنعهم من الوصول إليه بأى أذى حتى يتفرغ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لنشر دعوته وتبليغ رسالته – دليل ظاهر على إيمانه برسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، واتباعه له ، وامتالء قلبه بحبه ، وعقله بالعمل على نصره ، ومنع األذى عنه بأظهر الوسائل ، وأقواها أثرا ” أ.ه ) ص 104 و 105و ) 106
إنتهى كالم الدكتور ” عويد المطرفى ” الذى نسأل هللا أن ُيجازيه عن اإلسالم خير الجزاء .
لقد اعتنق ورقة اإلسالم وتوفى بعد بعثة الرسول صلى هللا عليه وسلم بعام ، وله الكثير من األشعار يمتدح فيه المصطفى صلى هللا عليه وسلم وأصحابه .
يقول أبو زرعة العراقى ” قال والدى رحمه هللا فى نكت بن الصالح : ينبغى أن يقال
: إن أول من آمن من الرجال ورقة بن نوفل ( ” طرح التثريب . ) 197 /4 وقال السهيلى فى الروض األنف : ” ورقة قد ثبت إيمانه
وقال السهيلى فى الروض األنف : ” ورقة قد ثبت إيمانه بمحمد عليه السالم ( ” الروض األنف . ) 173/1
ويقول ابن القيم الجوزية فى زاد المعاد : ” واسلم القس ورقة بن نوفل ، وتمنى أن يكون جذعاً إذ يخرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قومه وفى جامع الترمذى أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رآه فى هيئة حسنة . وفى حديث آخر أنه رآه فى ثياب بيض ( ” زاد المعاد . ) 21/3
ويقول لقد ذكر ابن القيم أن ورقة ” قس ”
فإننا نقول أن قس ال تعنى نصرانى ، وإنما تعنى : تتبع الشئ وتطلّبه ) معجم
مقاييس اللغة – 9/5 لسان العرب 174 /6 والقاموس المحيط . ) 729
والقُسس : هم العقالء ، والساقة الحذاق ) نفس المصادر السابقة ( .
عن أبى ميسرة عمرو بن شرحبيل قال ورقة بن نوفل لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم : أبشر ثم أبشر ، ثم أبشر ، فإنى أشهد أنك الرسول الذى بشر به عيسى برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ، فأنا أشهد أنك أنت أحمد ، وأنا أشهد أنك محمد ، وأنا أشهد أنك رسول هللا ، وليوشك أن تؤمر بالقتال وأنا حى ألقاتلن معك . فمات ورقة . فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : رأيت القس فى الجنة عليه ثياب خضر ( ” مصنف ابن أبى شيبة – 293 / 14 سيرة ابن اسحاق – 113 دالئل النبوة للبيهقى 158 /2 البداية والنهاية – 10-9 /3 نسب األشراف . ) 106 ومرة أخرى كلمة قس ال تعنى أنه نصرانى .
وورد عن النبى صلى هللا عليه وسلم أنه لما سُئل عن ورقة قال : ” أبصرته فى بطنان الجنة عليه سندس ( ” مسند أبى يعلى 299 /2 تحقيق وتعليق إرشاد الحق الثرى . ”
ومما سبق يتضح أن ورقة بن نوفل – رضى هللا عنه وأرضاه – كان أول من آمن بالرسول صلى هللا عليه وسلم من الرجال ، وأنه كان من صحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، وأنه لم يدن بالنصرانية على اإلطالق ، بل كان على النقيض تماماً ، وأن ما يشيعه النصارى من أكاذيب مختلق وال أساس له من الصحة فى أى حال من األحوال ، لكن ماذا نفعل من من حرفوا وحى هللا ؟؟ أنستكثر عليهم تحريف كتب ال يؤمنون بها !؟
وليت شعرى إن كان ورقة – كما يزعمون – قد صنع نبى ، فلماذا لم يصنع من نفسه نبياً ؟؟
هل من الممكن أن ُيضحى إنسان بنفسه إلى هذا الحد فال يجعل من نفسه نبى ويصنع بدال منه نبى آخر ؟؟
وإذا كان ورقة هو الذى يوحى للرسول بالوحى ، فلماذا استمر الوحى بعد وفاة ورقة سنوات عديدة ؟؟
شئ من العقل يا ببغاوات النصارى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق